ملخص رواية (أرض زيكولا) للكاتب المصريّ عمرو عبد الحميد

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص رواية (أرض زيكولا) للكاتب المصريّ عمرو عبد الحميد

ملخص رواية (أرض زيكولا) للكاتب المصري عمرو عبد الحميد




بعدما رفضه والد حبيبته (منى) لثمان مرّات و اصراره على تزويجها من طبيب مرموق المكانة، يقرّر (خالد) خوض مغامرة بالغة الصّعوبة والخطورة، وهي أن يدخل (سرداب فوريك) المرعب، ليكتشف أسراره، ويُزيل السّتار عن الغموض الذي يكتنفه.

يقع السّرداب في بلدة (البهو فريك) التي يسكنها (خالد). ولكم سمع النّاس عن خطورة سردابها، واختفاء كلّ من تجرّأ على نزوله، حتى أصبح ذلك المكان كالمقبرة، لا يرجع منه من سوّلت له نفسه الذّهاب إليه. بالرّغم من هذا، عقد (خالد) العزم على أن يخوض في تجربة مثيرة وينزل السّرداب في أحد الليالي التي كان بدرها مكتملًا. فودّع جدّه بعد أن ملئ حقيبته ببعض حاجياته من طعام وأقلام وأوراق حتى يدوّن ملاحظات عن السّرداب، واتّجه نحوه وكلّه عزم على اكتشاف خباياه.

كاد (خالد) أن يهلك عند نزوله، بسبب قلّة الهواء في النّفق، وكذلك الزّلزال العنيف الذي وقع بعد أن وصل إلى السّرداب. هنالك وجد طريقين فسلك أحدهما ليجد نفسه في صحراء قاحلة لا تشبه بلدته البتّة. بعدها دخل إلى إحدى الأراضي التي يحوّفها سور شاهق ينتهي بباب لا يُفتح إلا مرّة كلّ عام. إنّها (أرض زيكولا).

تختلف قوانين هذه الأرض عن تلك التي اعتادها في أرضه، فأرض زيكولا هي امتداد لخمسة أراضي: الشّماليّة، الجنوبيّة، الشّرقيّة، الغربيّة والوسطى، وتختص كل منطقة بصناعة أو صنعة أو ميزة ما، كالتّجارة أو الصّناعة أو الثّراء أو الخمول. كما أنّ بوابة (أرض زيكولا) لا تُفتَح إلا مرّة كلّ سنة، فمن أراد الخروج منها أو الولوج إليها فليفعل في ذلك اليوم أو في يوم ميلاد طفل ذكر للحاكم أين تُفتح البوابة استثناءًا. ولعلّ أغرب قوانين (أرض زيكولا) هو قانون البيع والشّراء، فلا وجود لعملة معدنيّة أو ورقيّة مخصّصة لهذا الغرض. وإنّها يتمّ البيع والشّراء عن طريق الذّكاء، وقبل فتح البوّابة بيوم واحد، يُذبح أفقر شخص في (أرض زيكولا)، وهو الشّخص الذي تكون لديه أدنى وحدات الذّكاء بين السّكان، إذ يتمّ تمييزه عن غيره من خلال ضعفه ووهنه وشحوب وجهه. كلّ هذا يحدث بعد أن يُعرض على طبيبة زيكولا التي تميّز فقره بفضل حنكتها وخبرتها. بل وتختار أفقر ثلاثة أشخص، أي الثّلاثة الأغبى، ليتنافسوا فيم بينهم في (لعبة زيكولا) محاولين حماية تماثيلهم بدروع حتى لا تصيبهم السّهام المقذوفة اتجاههم، فمن تصيب تمثالهما سهامًا أقل، هما النّاجيان، أما الثّالث فيُذبَح على رؤوس الأشهاد.

خلال أيامه الأولى على (أرض زيكولا)، تعرّف (خالد) على (يامن) زميله في مقلع الحجارة، و(أسيل) طبيبة الحاكم. وأسرّ لهم بحقيقته وأنّه غريب عن هذه الدّيار ويريد الرّجوع إلى جدّه الذي تركه وحيدًا، وإلى أصدقاءه وأهله وحياته السّابقة، فيقرّران مساعدته. وأثناء مكوثه بتلك الأرض الغريبة، يسمع (خالد) عن وجود كتاب قديم يتحدث عن (سرداب فوريك) فيسعى جاهدًا للحصول عليه حتى يتمكّن من العودة إلى دياره. فينتقل بين مختلف مقاطعات (أرض زيكولا) إلى أن يعثر على الكتاب، لكنّ صاحبه يرفض أن يبيعه إياه بأقل من أربعمائة وحدة ذكاء، وهو ثمن باهض جدًّا إذ يمثّل تقريبًا نصف مخزون وحدات الذّكاء عند (خالد).

يطلب (خالد) من الفتى صاحب الكتاب أن يحتفظ به لمدّة شهرين، يعمل فيهما ليكوّن ثروة من الذّكاء تخوّل له شراء أمله الوحيد في العودة إلى عالمه. فيقبل صاحب الكتاب شريطة أن يمزّق عشر صفحات مقابل كلّ يومٍ يتأخّر فيه (خالد) بعد مهلة الشّهرين. يضاعف (خالد) من جهوده في مقلع الحجارة، ويقتصد في مصاريف يومه حتى يتمكنّ من شراء الكتاب، وبعد شهرين بالضّبط يعود إلى الفتى ليبتاع الكتاب فيخبره أنّ سعر البيع لم يعد كما كان قبل شهرين، وإنّما ارتفع ليُصبح خمسمائة وحدة ذكاء، فيشتريه (خالد) على مضض بعد أن عرف أن البائع يستغلّ حاجته الملحّة للكتاب فضلًا عن عدم أهميته بالنّسبة إليه.

وبمجرد أن ابتاع (خالد) الكتاب أخذ يقلّب صفحاته ويقرأه بعناية وتمعن إلى أن وصل إلى آخره أين وجد عبارة غريبة
تفيد بأنّ أي شخص دخل إلى (أرض زيكولا) ثمّ أراد الرّجوع إلى دياره من خلال (سرداب فوريك)، عليه أن يكون كالشّمس، وينحت في الصّخر، فيجد باب السّرداب أمام الرأس مباشرة. ولشوء حظّه، فإنّ هذه الأحجية بالغة الصّعوبة كانت أمله الوحيد في العودة إلى دياره. حاول فكّها لوحده فعجز عن ذلك ليستعين بالطّبيبة (أسيل) وصاحبه (يامن) اللذان تمكنّا من حلّ الأحجية. أمّا الشّمس فيُقصد بها (خالد) لأنّه غريب عن (أرض زيكولا) كالشّمس، وأمّا الرأس فيُقصد به نقطة التقاء سورين من أسوار (أرض زيكولا) وفي أسفلهما يوجد نحتٌ مطابق لإحدى النّحوت التي وجدها (خالد) في السّرداب قبل انهياره نتيجة الزّلزال العظيم الذي حدث ساعة نزوله فيه.

لم يكنّ حلّ الأحجية كافيًا ليمكّن (خالد) من الخروج من (أرض زيكولا)، لأنّ كل شبر من أسوارها يعجّ بالحرّاس الأشدّاء الذين لن يتوانوا عن قتل أي امرئ تسوّل له نفسه الدّنو منها. لكنّ أحد أصدقاء (يامن) واسمه (إياد) اقترح على (خالد) كراء أحد المنازل المشيّدة بالقرب من الرأس، والشّروع في حفر نفق مؤدٍ إلى خارج الأسوار. وكان هذا هو الحلّ الوحيد المتبقي أما (خالد) إلا أنّه وجد نفسه مجبرًا على دفع ثلاثمائة وحدة ذكاء إلى حفّاري النّفق، ومائتي وحدة ذكاء إلى حارس البيت المجاور للأسوار، ممّا أضرّ بصحته كثيرًا وأصبح فقيرًا بحسب منطق سكان (أرض زيكولا). ولسوء حظّه، فإنّ زوجة الحاكم وضعت مولودًا ذكرًا في شهرها السّابع، أي قبل الموعد المُنتظر بشهرين. شهرين كان ينوي (خالد) التّفاني بالعمل خلالهما حتى يعوّض مادفعه من وحدات الذّكاء لكراء البيت وحفر الخندق، فإذا به يجد نفسه مكبّلاً ومُقتادًا إلى أرض الفقراء أين قد يُذبح إذا ماتبين أنّه الأفقر في مقاطعات (زيكولا).

عندما فحصت (أسيل) طبيبة الحاكم جميع الفقراء تبيّن لها أنّ خالد من ضمن أفقر ثلاثة، فوجدت نفسها بين خيارين قاسيين للغاية، إمّا أن تحمي صديقها وحبيبها وتضع غيره في مكانه فتكون ظالمة كاذبة، و إمّا أن تُقرّ بأنّ (خالد) فقير ويجب عليه خوض لعبة (الزيكولا) لينجو بحياته أو يموت، فمالت كفّة الخيار الثّاني على الأوّل. وبذلك خاض (خالد) غمار لعبة (الزيكولا) مع اثنين من منافسيه على حياتهم، ومبدأ اللعبة أن يقوم أفقر ثلاثة في (أرض زيكولا) بحماية ثلاثة مناطق معيّنة -حسب رغبتهم- من تماثيل منحوتة على شكل أجسادهم بشكل دقيق، في حين يتم تسديد ثلاثة سهام بشكل عشوائي على التّماثيل المنحوتة واحدًا تلو الآخر، وصاحب التّمثال الذي يصيبه أكثر عدد من السّهام هو الخاسر الذي سيُذبح احتفاءًا بميلاد ابن الحاكم، أو احتفالًا بيوم زيكولا الاستثنائي. وأفضت النتيجة النّهائية للعبة بخسارة (خالد) بعد فشله في ردّ أي سهم من السّهام الثّلاثة عن تمثاله.

بعدها قاد جنود الحاكم (خالد) إلى أحد السّجون أين قاموا بحلق لحيته وشعر رأسه امتثالًا لطقوس الذّبح. في الوقت الذي كانت تتعذّب فيه (أسيل) وتحمّل نفسها مسؤولية ما آل إليه حال (خالد) ولم تلبث طويلًا أن زارته في السّجن وودّعته الوداع الأخير بقبلة حارّة وطويلة. في اليوم الموالي اجتمع كلّ سكّان (أرض زيكولا) لمشاهدة مراسم الذّبح والاحتفال بالرأس الأصلع الذي سيُقدّم قربانًا لابن الحاكم، لكن ماكاد يهوى نصل السّيّاف على رقبة (خالد) حتى صاحت الجموع الغفيرة في وجه الجلّاد أن يتوقّف!

لقد أصبح (خالد) غنيًّا فجأة! لقد تحوّل شحوبه ووهنه إلى نضارة وقوّة وقد اكتشف ذلك بنفسه. صعدت امرأة فوق خشبة الإعدام وأخبرت الجميع أن (خالد) أنقذ ولدها من الحمّى دون أي مقابل. وتبعها آخر وهو يقول أن (خالد) أنقذه من الغرق ورفض أخذ أجرته من وحدات الذكاء مقابل ذلك. ثمّ شهد له زملاؤه من مقلع الحجارة أنّ (الغريب القويّ) كما يسمّونه كان أكثرهم جدّا ونشاطًا، وأنّه أنقذهم من عصابات سارقي وحدات الذّكاء. فعفا عنه الحاكم وأمر بإخلاء سبيله.

بمجرد أن تحرّر (خالد) من الأسر، انطلق كالبرق صوب البيت الذي استأجره بمساعدة (يامن) الذي جهّز له حصانًا سريعًا وقويًّا. فوجد (إياد) بانتظاره، فودّعه ودخل الخندق ليخرج من الجانب الآخر لأرض زيكولا. و ماهي إلى لحظات حتى ابتلعته الرّمال ليجد نفسه مرّة أخرى في (سرداب فوريك)، فاستذكر طريق العودة إلى دياره وسار عليها حتى وجد نفسه في بلدته (البهو فريك) من جديد.

عندما وصل إلى بيته أخبره جدّه أن حبيبته (منى) بحثت عنه كثيرًا في غيابه، وأخبرته أنّ والدها يقبل تزويجها من (خالد) وماهي إلا شهور قليلة حتى وجد(خالد) عملًا وتقدّم إلى خطبة (منى) وتزوّجها في عرس بهيج.

 



Post Navi

تعليقات