ملخص رواية (الشّاعر) للمنفلوطي

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص رواية (الشّاعر) للمنفلوطي


ملخص رواية (الشّاعر) للمنفلوطي


عن المؤلف

هو الروائي و المسرحي (ادموند روستان- Edmond Rostand) وُلِد بمرسيليا عام 1868 و توفي بباريس عام 1918 متأثرًا بوباء الانفلونزا الاسبانية الذي كان منتشرًا آنذاك. ألّف مسرحية (سيرانو دي برجراك)  لتُعرَض أول مرة على خشبة المسرح سنة 1897 و هو في الـ29 من عمره. و قد لاقت نجاحًا باهرا و تُرجِمت إلى الانجليزية و الألمانية. انتخب عضوًا في الأكاديمية الفرنسية سنة 1901. من أشهر أعماله: النّسر الصغير، شانكلير، الخشب المقدس، أمسية في هرناني، آخر ليلة للدون خوان ...

 أُنشئَ له تمثال بمقبرة (سان بيير) و هي أكبر مقابر مرسيليا تخليدًا لاسمه، و لإرثه الأدبي. و لا زال منزله القائم في إقليم الباسك موجودًا إلى يومنا هذا كمتحف لاستقبال الزّوار و المعجبين بأعماله.

ترجمها المنفلوطي إلى العربية سنة 1921، و أضفى عليها الكثير بأسلوبه الفذّ المنفرد حتى سجّلها ضمن الأعمال الأدبيّة الخالدة في التاريخ العربي المعاصر.









شخصيات الرّواية

سيرانو دي برجراك: شاعر من شعراء القرن السابع عشر، و جندي ضمن صفوف الفرقة الجاسكونية. يتصف بالشجاعة إلى درجة التّهور، و الرّقة إلى درجة البكاء. له الكثير من الأعداء و المتربّصين كونه لا يطيق التملّق و التكلّف و مداهنة الأشراف، و لأنّه رجل صريحٌ لا ينافق و لا يكذب، بل يقول الحقيقة و يدافع عنها و لو كان في ذلك خطر على حياته. أحب ابنة عمه (روكسان) حبًا ملك عليه كل عواطفه ، إلا أنّه كان يخشى أن يقترب منها، أو يصارحها بمشاعره التي يحملها لها بين طيّات قلبه. ذلك لأنّ أنفه الطويل كان يحول دون ذلك. فقد كان عقدة حياته، و المنفذ الوحيد الذي ينفذ منه أعداؤه و غرماؤه للهزء منه، و الزراية به. فكان (سيرانو) لا يتردد أن يقطع رقبة من يسخر من أنفه بضربة من حد سيفه.

مادلين روبان "روكسان" : ابنة عم (سيرانو). فتاة يتيمة الأبوين، و رثت عن أبيها ثروة طائلة. تتمتاز بالجمال و الذكاء و وفرة العلم و الأدب. إلا أنها متكلّفة في الحديث، أي أنّها تميل إلى التصنّع في اختيار الألفاظ و الكلمات. أحبّها الكثير من الأشراف و النّبلاء إلا أنّها كانت تدفعهم عن نفسها بلطف و أدب، فلا تمكنّهم منها أبدًا، لأنّها لا تقنع إلا برجل من أصحاب التّصورات الشّعرية العميقة، و الخيالات الأدبيّة الرّنانة.   

البارون كريستيان دي نوفييت: نبيل قدم من الريف للالتحاق بصفوف الجيش الفرنسي. شابٌ وسيم، طيب القلب، صاف السّريرة، إلا أنّه كان بليدًا أحمقًا لا يجيد الكلام المنمّق الجميل. شُغِف قلبه بحب (روكسان) عندما رآها لأول مرة، لكنّه علم من أمرها أنّها لا ترضى بالرجل إلا إذا كان يجاريها في ذكاءها و حذاقتها و عذب تعبيرها، فأمسك عن مفاتحتها في شأن حبه لها إلا أن تعرف بـ (سيرانو) و وضعا خطة ذكية للإيقاع بابنة عمه في حبائل حب (كريستيان).


الفيكونت دي جيش: أحد أكبر قادة الجيش الفرنسي. أحب (روكسان) حبًا جمًا و حاول جاهدًا الاقتراب منها ففشل لأنّها دفعته عنها دفعًا شديدًا، و لأنّه متزوج من ابنة (الكاردينال دي ريشيليه). فحاول تزويجها من أحد رجاله و هو (الفيكومت فالفير) ليصل إليها من طريقه و ينال منها مراده،  ففشل في هذا أيضًا.

راجنو: طباخ الشّعراء كما يسميه البعض، أحد أصدقاء (سيرانو) من المولعين بالشّعر، يقدم الطعام مجانًا للشعراء البائسين مقابل قصائد يلقونها على مسمعه.

لينيير: صديق (سيرانو) و من أكثر الحاقدين على (الفيكونت دي جيش) حتى أنّه نظم شعرًا يهجوه فيه و يفضح طمعه في حب (روكسان). فكاد أن يُقتَل لولا أن تدخل (سيرانو) و أنقذه.

لبريه: من أصدقاء (سيرانو) المخلصين. كان ينعى عليه انتهاجه ذلك النّهد في حياة من قسوة و خشونة و اتخاذ الأعداء بدل الأصدقاء. إلا أنّ (سيرانو) لم يأخذ برأيه و استمر في تعنته دون أن يؤثر ذلك على صداقتهما القوية.



ملخص الرواية

أحداث الرواية مبنية على قصة واقعية حدثت في القرن الـ17 في فرنسا. و تحكي قصة الشاب (هركول سافينيان سيران ودي برجراك) و هو شاعر و أديب فرنسي لامع، وقع في حب ابنة عمه (روكسان) و استعبده حبها، إلا أنّه لم يفاتحهها في هذا الشّأن أبدًا خوًا من أن تهزئ به، فهو دميم قبيح بسبب أنفه الكبير، و هي جميلة حسناء تستهوي القلوب، و تستميل الأفئدة.

تبدأ أحداث الرواية عندما تأتي وصيفة الآنسة (روكسان) إلى (سيرانو) لتخبره أن سيدتها تطلبه في أمر خاص بينه و بينها، فيستطير فرحًا و يظن أنّ ابنة عمه ما استدعته إلا لتعترف له بحبّها، و أنّ أيام شقاءه قد ولّت إذا صدق حدسه و اعتقاده. لكن في اليوم الموالي عندما يجتمع بها تعترف له أنّها واقعة في حب البارون (كريستيان دي نوفييت)، و هو شاب وسيم وفد مؤخرًا إلى (باريس) للالتحاق بالجيش، تبادل مع (روكسان) نظرات الحب في ملاعب المسرح و التمثيل، فنزل من قلبها منزلة لم ينزلها أحد قبله. و أنّها تحتاج إلى معونته (سيرانو) لتتصل بالبارون و تسرّ له بكل ما يتأجج في صدرها من مشاعر اتجاهه.


تألم (سيرانو) كثيرًا عند معرفة حقيقة مشاعر المرأة التي لطالما تمنى أن تكون له دون سواه، و أنّها تحب رجلًا غيره. لكنّه قطع على نفسه وعدًا أن يعينها في مسعاها جهد استطاعته، خصوصًا و أنّ (كريستيان) ينتمي إلى نفس الفرقة التي يقاتل تحت لواءها.

أخبر (سيرانو) صديقه (كريستيان) بمشاعر (روكسان) اتجاهه، فاغتبط و ابتهج ابتهاجًا عظيمًا، لأنّه هو الآخر كان يضمر لها من الحب ما تضمره هي له أو يفوق ذلك كثيرًا. لكنّه حزن و تحسّر في الوقت نفسه، لأنّه شاب بليد غبي، لا يجيد احاديث الحب و الغزل، و قد عرف من أمر (روكسان) أنّها شابة متهذبة بارعة الذكاء و مرهفة الحس، و أنّه لا يرضيها من الرّجل الذي تختاره رفيق دربها إلا الأحاديث الشعريّة الرّنّانة التي تستهوي قلبها.   

لكنّ (سيرانو) اهتدى بفطنته و دهاءه إلى حيلة ذكية و هي أن يكتب الرّسائل بيده ثم يرسلها إلى (روكسان) باسم (كريستيان) الذي أُعجِب بالفكرة وشكر لـ(سيرانو) صنيعه هذا. و هكذا كان يكتب (سيرانو) رسائل الحب و الغرام إلى المرأة التي تمناها حبيبة له طيلة حياته باسم رجل غيره، فيجد في ذلك بعض العزاء و السّلوى. و كان (كريستيان) يتفادى اللقاء مع (روكسان) و يفر من وجهها كلما صادفها في طريقه حتى لا ينكشف أمره.  حتى اقترح عليه (سيرانو) الزواج بها و تم ذلك بعد لأي.

و كان الفيكونت (دي جيش) و هو رجل مولع بحب (روكسان) إلا أنّه لا يستطيع التّقرب منها بأي وجه من الوجوه لأنّه متزوج، و لأنّها عفيفة، لازال يحاول التودد إليها بكل الطرق و هي تذهب معه كل المذاهب إلى المذهب الذي يمكنّه منها، حتى علم أنّها تزوجت من (كريستيان) فثارت في نفسه ثورة الغضب، و علم أنّها تلاعب به و أوهمته بأنّها تحبّه كذبًا. فيقرر معاقبتها بإرسال زوجها و صديقه إلى الحرب ضد الإسبان على الحدود، فيفترق العاشقان في تلك الليلة و في نفس كل منهما حسرة عظيمة على شريكه.

تشتعل الحرب بين الفرنسيين و الاسبان على الحدود، فتصاب كل فرقة بالتعب و الانهاك لما نالها من ويلات الحرب، إلا أنّ هذا لم يمنع (سيرانو) من الكتابة إلى (روكسان) باسم زوجها، فكان يتجشم المخاطر و يتسلل ليلًا ليبعث رسائله عبر البريد. و ما هي إلا أيام قلائل حتى وصلت عربة محملة بالطعام إلى جيش الفرنسيين عبر الحدود تقودها (روكسان). اندهش الجميع عندما رأوها فأخبرتهم أنّها جاءت لرؤية زوجها و شكرته على الرسائل التي لم تنقطع عنها.

اندهش (كريستيان) و علم أنّ (سيرانو) كان يبعث بالرسائل دون علمه، فارتاب لأمره خاصة بعد أن صادفه يبكي ذات مرة و هو يكتب إحدى رسائله. و علم أنّه واقع في حب (روكسان) هو الآخر فيرسله إليها طالبًا منها أن تختار إما بينه أو بين ابن عمها، فيكذب (سيرانو) و يخبر (كريستيان) أنّ زوجته و حبيبته اختارته هو دون سواه، ولا يلبث (كريستيان) أن يموت في ساحة الحرب بين أحضان زوجته بعد أن أصابته مدافع العدو إصابة قاتلة.

بقيت هذه الحقيقة مخفية على (روكسان) لمدة 15 عامًا كاملة، ترهبت خلالها بعد وفاة زوجها و اختارت حياة الورع و التّقوى، و لم تعرف حقيقة الرسائل و حب (سيرانو) لها إلا في آخر ساعات حياته بعدما بيّت له بعض الصعاليك كمينًا أصيب فيه إصابة الموت. و لم تنفع دموع (روكسان) في شيء بعد أن عرفت كل شيء، و مات أمامها الرجل الذي ضحى بسعادته من أجل سعادتها بين يديها، كما مات زوجها من قبل.











Post Navi

تعليقات