ملخص رواية الفضيلة (بول و فرجيني) للمنفلوطي

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص رواية الفضيلة (بول و فرجيني) للمنفلوطي



ملخص لرواية الفضيلة (بول و فرجيني) للمنفلوطي








عن المؤلف

هو الكاتب الفرنسي جاك هنري برناندين دي سان بيير (Jacques-Henri Bernardin de Saint-Pierre). وُلِدَ بمدينة لوهافر سنة 1737 و توفي 1814 تاركًا إرثًا عظيمًا في الأدب. نُصِّبَ تمثال له في مسقط رأسه عام 1852 يصوّره حاملًا قرطاسًا و قلمًا، و عند قدميه طفلان صغيران عاريان يتصافحان هما (بول و فرجيني) بطلا روايته الشهيرة (Paul et Virginie).

وُلَع منذ صغره بالطّبيعة، و لعلّ قصّة غصن الفراولة الذي لمحه عند نافذته و الحشرات تدبّ حوله فصوّرت له عظمة الكون في صغير مخلوقاته و أوهنها، كانت لها الأثر البالغ على شخصيته الطّفولية الغضّة التي اتخّذت من الطّبيعة أمًا لها. و كان يؤمن أنّ سعادة المرء لا تتأتّى إلا من طريق العودة إلى الفطرة الإنسانية السليمة التي جبل الله عليها البشر جميعا، و اتّخاذ الفضيلة ناموسا تحتذي به النّفس البشريّة في كل موااقفها و أحوالها.

 كما عُرِفَ عنه حبّه للفقراء، و عطفه على المساكين و البائسين، فطاف البلدان و الأمصار ليواسيهم و يكتب عن أحوالهم، حتى إنّه اتخذ من كوخ بسيط في أحد الأحياء الفقيرة مسكنًا له في آخر ساعة حياته، ليموت بين النّاس الذين يحبّهم و لا يؤثر على مجاورتهم و مساكنتهم نعمة من نعم الحياة.

و عن روايته الشّهيرة (Paul et Virginie- بولو فرجيني) فإنّ أحداثها واقعية عايشها الكاتب بتفاصيلها في (جزر موريشيوس)، و لم يُضف إليها إلا ما تقتضيه ضرورة تصوير الوقائع و الأحداث ونقلها إلى القارئ عبر صفحات القرطاس. و يُقال أنّ قصة حبه الفاشلة مع إحدى النّبلاء اسمها (فرانسواز روبين-François Robin) كانت سببًا وجيها و و دافعًا ملهمًا قاده لكتابة هذه التّحفة الأدبيّة.  نُشرت الرواية عام 1789 لتعرف صدًى عالميًا و نجاحا غير مسبوق عند كل فئات المجتمع. عرّبها الأديب العربي الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي و نشرها عام 1907.



شخصيات الرواية

هيلين دي لاتور: فتاة جميلة قدمت إلى (جزيرة موريس) آتية من (فرنسا) مع زوجها الذي اتّصلت به سرًا بعد أن رفضته عائلتها، و هاجرت معه إلى هذه البقعة النّائية لتحيا معه في سلام قبل أن تتخطّفه يد الموت و تجد نفسها أرملة وحيدة في بلاد غريبة.

مرغريت: قدمت من (فرنسا) إلى الجزيرة قبل (مدام دي لاتور) بعام واحد بعد أن تلاعب بها أحد الرجال و قذف في أحشاءها طفلًا ثم رحل. فهربت بعارها إلى هذه الجزيرة البعيدة و توارت عن أنظار معارفها إلى الأبد.

بول: ابن (مرغريت) و وحيدها الذي لم يعرف له أبًا في أيام حياته، فتى قوي و شجاع، ذو أخلاق فاضلة و همة عالية.

فرجيني: ابنة (هيلين) و صديقة (بول) و رفيقة صباه. فتاة رقيقة و جميلة كوالدتها.

دومينج و ماري: زنجيان كانا عبدان حتى أعتقتهما (هيلين) و (مرغريت) و قاما على تزويجهما.

الشيخ الراوي: رجل عاش مع عائلتي (هيلين) و (مرغريت) و عرف عنهما كل شأن من شؤونهم و قام بتربية (بول) و (فرجيني) و اتّخذهما كولدين له.
  



ملخص الرواية

في سنة 1726 وفدت إلى جزيرة (موريس) السيدة (هيلي ندي لاتور) رفقة زوجها قادمين من منطقة (نورماندي) بفرنسا. و مال لبث الأخير أن سافر إلى جزيرة (مدغشقر) لغرض التجارة فمات مريضا هناك. حزنت الزوجة على فقدان زوجها كثيرًا، و لم يكن بوسعها الرجوع إلى أهلها و ذويها لأنّهم نكروها بعد أن تزوّجت رجلًا لا يليق باسمهم و لا بمقامهم.  فلم تجد بدًا على أن تصبر على مصابها، فاشترت عبدًا زنجيا و بدأت في خدمة الأرض لتوفر لنفسها و لابنتها (فرجيني) لقمة العيش.
و لم تلبث أن تعرفت (هيلين) على السيدة (مرغريت) و هي امرأة خدعها أحد الأشراف و عبث بشرفها، فلم تجد بدًا من أن تهرب بعارها و تفارق عائلتها و معارفها في منطقة (بريتانيا)، فخاضت سفرةً طويلة باتجاه إفريقيا لتستقر في هذه الجزيرة البعيدة عن الأسماع و الأنظار إلى الأبد رفقة صغيرها (بول).


كبر (بول) مع (فرجيني) في بيئة طيبة بعيدة عن مفاسد الحداثة و خبائث المدنية، فأحبّ كل منهما الآخر حبًا ملك عليه جميع عواطفه و مشاعره، فكانا يتشاركان الأعمال من حرث و زراعة و تشذيب، و يرعيان الماعز مع بعض، و يحصدان غلة أتعابهما في مواسم الجني سويةً، ويسميان الأشجارو الأحجار و التلال و الوديان باسميهما، فكانت الطبيعة خير شاهد على صفاء العلاقة التي تجمعهما. و لازال كل منهما يعتاد على الآخر و لا يؤثر أنيسًا غيره، حتى شاء القدر أن يفرّق بينهما.


فقد كانت للسيدة (هيلين) عمة ثرية تسكن (فرنسا) راسلتها عندما علمت أنّ لها بنت شابة يافعة لتطلب منها إرسال ابنتها الوحيدة (فرجيني) إليها، ذلك لأنّها تقدّمت في السّن و أشرفت على الشيخوخة، و أصبحت في حاجة ماسّة لفرد من أفراد عائلتها ليشاركها ما تبقى من أيام حياتها، ثم يرث بعد وفاتها أموالها الطائلة. و كانت العمّة ملّحة في طلبها هذا حتى أنّها أرسلت إلى حاكم الجزيرة تطلب منه أن يقف على أمر سفرة (فرجيني) إلى (فرنسا)، و ألا يعود من كوخهم إلى بالموافقة على عرضها.


رأت (هيلين) الرأي كلّه أن ترسل ابنتها الوحيدة إلى عمّتها الثّرية، فقد كبرت هي الأخرى و أصبحت تخاف على مستقبل ابنتها المجهول في هذه الجزيرة الموحشة. و بالفعل أرسلت (فرجيني) إلى عمّتها في رحلة استمرت ثلاثة أشهر.


حزن (بول) على فراق (فرجيني) كثيرًا، و كانت نفسه تحدثه كثيرًا أنّ حبيبته و صديقة طفولته قد نسته و أنكرته، فاتعزم السّفر إلى (فرنسا) لولا أن منعه الشيخ العجوز، بل إنّه بشّره أن (فرجيني) ستعود قريبًا لأنّها لن تألف العيش بين أولئك القوم المتصنعين. و بالفعل حدث ذلك، فلم يمض وقت كثير على نب}ة الشيخ حتى عادت السّفينة القادمة من (فرنسا) حاملة على ظهرها (فرجيني) التي كتبت لأهلها رسالة و هي على بعد خمسة فراسخ من ميناء الجزيرة أنّ عمّتها أرادت إفساد طباعها فعجزت، و لما رأت إصرارها قررت إرسالها إلى أهلها و حرمانها من الميراث. كما كتبت إلى أهلها في الرسالة التي التقطها أحد القوارب عندما دنت السفينة من الميناء، أنّها حاولت مراسلتهم مرارًا و تكرارًا إلى أنّ عمّتها كانت تمزّق الرّسائل في كل مرة، و تستولي على ما اشتملت عليها من مال.


و قد كانت ليلة دخول السّفينة إلى الميناء ليلة عاصفة رياحها شديدة و سماءها مكفهرة،  فاستحال وصولها إلى الشاطئ سالمة فغرقت قبالته بفعل عاصفة عاتية، و هلك  جميع من فيها من راكبين بما فيهم (فرجيني) رغم محاولات (بول) اليائسة لاستنقاذها من بين الأمواج المتلاطمة.


 ماتت (فرجيني) التي رفضت مساومة عرضها و شرفها و أدبها بغرض من أغراض المادة دون ان تحظى بأي شيء من الحياة، حتى وداع (بول) في آخر لحظات حياتها. و لقد أثّر هذا الحادث أيّما تأثير لى جميع سكان تلك الجزيرة، فبكى الصغير و الكبير، و الرجل و المرأة، و الشاب و الشيخ. و لم يمض عليه إلا أشهر قليلة حتى مات (بول) و (مرغريت) و (هيلين) و الزنجيين (دومينج) و (ماري) حزنًا و كمدًا على فقيدتهم الغالية.


أما ما تم لتلك العمّة الثّريّة بعد ذلك أنّها فقدت رشدها و صوابها بعدما سمعت بما حدث لـ (فرجيني) بسببها، حتى وضعوها في المارستان فماتت هنالك همًا و كمدًا، و استولى على ثروتها غرماؤها ممن كانت تضنّ عليهم بالدّرهم الواحد.


اما الشّيخ العجوز الذي صاحب ذينك العائلتين لما يقارب عقدين من الزّمن، فقد وُجٍد ميتًا بالقرب من كوخه دون ان ينعيه ناع، غير عصفور كان ينشد لحنًا شجيًا محزنًا على أحد أفنان الأشجار القائمة بقربه.









Post Navi

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق