ملخص رواية (الحب في زمن الكوليرا) لغابرييل غارسيا ماركيز

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص رواية (الحب في زمن الكوليرا) لغابرييل غارسيا ماركيز

 

ملخص رواية (الحب في زمن الكوليرا) لغابرييل غارسيا ماركيز






 

تدور أحداث الرّواية في إحدى المدن الكولومبية الواقعة بالقرب من السّاحل الكاريبي أين يجري نهر (ماجديلينا) النابع من جبال (الانديز). هي قصّة حبّ دامت أكثر من خمسين سنة، و لم يجتمع طرفاها إلا بعد أن تجاوزا السّبعين من العمر، أي بعد أن صارا عجوزان طاعنان في السّن، لكن ما الذي فرّق بينهما طيلة أكثر من خمسة عقود من الزّمن؟ و كيف اجتمعا من جديد في سن لا يُنظَر إليه بأنّه سن للوقوع في نزوات الحبّ المتهوّرة؟

 

كان (فلورنتينو أريثا) شابًا في العشرينيات من عمره عندما لمح (فيرمينا داثا) لأوّل مرّة في حياته أثناء توصيله طردًا بريديًا إلى منزلها، و ما كاد يقع نظره عليها حتى وقع في حبائل حبّها. و لم يكن التّواصل مع (فيرمينا) بالأمر السّهل، ذلك لخشونة طباع أبيها (لورينزو داثا) الذي كان يرسلها للدراسة مع أخته (اسكولاستيكا) لتراقبها عن كثب، و تحصّنها من الوقوع في الأخطاء التي تقع فيها نظيراتها من بنات جنسها و على رأسها خطيئة الحبّ.

 

لكنّ ما كادت تعرف العمّة بميول (فلورينتينو) العاطفيّة اتجاه ابنة أخيه حتى سهّلت التواصل بينهما عن طريق الرّسائل، أين ذهبت إليه أول مرّة في غرفة التّلغراف أين كان يعمل الشّاب المغروم، و عرضت عليه خدمتها أن تكون وسيطًا للتّواصل بينه و بين (فيرمينا) و ذلك ماتمّ بالفعل. ثمّ بعد الاتصال الأول اتّفق العشيقان على أماكن سريّة لا يعرفها سواهما لوضع الرّسائل و تلقّيها.

 

كان (فلورنتينو) شابًّا ذو ميول شعريّة و موسيقيّة، ممّا خوّله لكتابة رسائل تفيض بالعواطف الصّادقة، و المشاعر النّبيلة، ضف إلى مكوثه ساعات طوال أمام الحديقة المقابلة لشرفة (فيرمينا) ليعزف لها ألحان شذيّة تعلّمها من أستاذه الألماني. لكن سرعان ما أنهى (لورينزو) هذه المغامرة المتهوّرة، عندما اكتشف علاقة الشّاب الغريب بابنته الوحيدة، فحذّره من الدّنو منها مجددًا. كما اكتشف الأخير ضلوع أخته (اسكولاستيكا) في نشوء هذه العلاقة و تطورّها و أخذها منحى جديًّا. زيادة على ذلك، فقد تقدّم (فلورنتينو) بطلب رسميّ للزواج من (فيرمينا) لكنّ والدها نهره و أجابه بالرّفض القاطع، لا لسبب إلا لأنّه شاب فقير و بسيط، لا يجمل به مصاهرة (لورينزو داثا) ذو الثّروة و الجاه. ثمّ بعد ذلك ما لبث الأب أن عزم على الرّحيل مع ابنته إلى مكان قصي بعد أن طرد عمّتها شرّ طردة من البيت، فابتعد بفيرمينا عن حبّها الشّائك ليمحو من مخيلتها صورة حبيبها، و ترك قلب (فلورنتينو) يتقطّع لوعةً و أسى و حسرة.

 

قضت (فيرمينا) وقتًا طويلًا بعيدةً عن (فلورنتينو)، وقتًا كافيًا كان كفيلًا لتمحو حبّه من قلبها. و لما عادت إلى مدينتها حاول الأخير التّقرب منها لكنّها صدّته و تمنّعت عنه. ثمّ ما لبث والدها أن عرضها عرضًا ثمّ زوّجها بالطّبيب الشّهير (خوفينال أوربينو) فتألّم لذلك (فلورنتينو) آلامًا عظامًا، و آلى على نفسه أن يصبح رجلًا غنيًا في قادم الأيام، و عندما يكون الحال كذلك فإنّه سيظفر بفيرمينا، دون أن يخطفها من زوجها، بل بأن ينتظر وفاته حتى تخلو له وحده بصفة رسميّة!

 

بدأ (فلورنتينو) أريثا التّدرج في المناصب حتى أصبح بعد جهد مضنٍ، و بعد و قت طويل، رئيس شركة الكاريبي للملاحة النّهرية، و هي شركة مختصّة في نقل البضائع و الأشخاص عبر نهر (ماجديلينا) الذي يمتدّ لأكثر من 1500 كيلومتر و يصب في مياه السّاحل الكاريبي. و أصبح بذلك شخصً مرموقًا له مكانة اجتماعية تفرض على الجميع احترامه و الاذعان له.

 

في خلال رحلته لبناء نفسه، و تكوين ثروته، عاش (فلورنتينو) الكثير من العلاقات الغرامية، أو الجنسيّة إن صح التّعبير، و ذلك لاخماد شهوته ليس إلا. ذلك لأنّ قلبه لم يُفتَح لامرأة غير (فيرمينا داثا) مذ شبابه. و قد بقي على عهده يحبّها بجنون، و ينتظر الفرصة المواتية للظّفر بها. أما هي، فقد أنجبت ولدًا و بنتًا مع الدكتور (خوفينال)، و عاشت معه دون أن تستطيع أن تحبّه، بل إنّها كانت تحس بتبكيت الضّمير عندما تتذكّر (فلورنتينو) و كيف كسرت قلبه في الماضي. (فلورنتينو) الذي ما انفكّ يراقبها في الاجتماعات و المحافل العامة، و حتى المناسبات الخاصة محاولًا لفت انتباهها إليه دون أن تلقي هي له بالاً.

 

دام زواج الدكتور (خوفينال اوربينو) مع (فيرمينا داثا) أكثر من خمسين عامًا، و طيلة هذه المدّة لم تكن تحس (فيرمينا) بالانجذاب حول زوجها، بل كانت تدرك أنّ ارتباطها بالطّبيب الشّهير كان مبنيًا على المصلحة فقط. فوالدها (لورينزو داثا) أراد أن يضمن لها مستقبلًا كريمًا بتزويجها لرجل ذو مكانة اجتماعية مرموقة، و زوجها (خوفينال) لم يكن يرى فيها إلى حسناء جميلة يفخر بها أمام أصحابه و معارفه، و يعرضها أمام محيطه الاجتماعي كأنّها تحفة نادرة، أو أعجوبة من أعاجيب الكون.

 

في نفس اليوم الذي توفيّ فيه الدكتور (خوفينال) عن عمر فاق الثمانين سنة، بعد أن سقط من شجرة المانغا عقب محاولته الامساك ببغاءه الهارب، حضر (فلورنتينو) في منزله، لا ليؤدي واجب العزاء لزوجته و أولاده، بل ليقترح على (فيرمينا) إعادة إحياء حبّهما القديم. و ما كاد يُفصح لها عن نوايا زيارته حتى انهالت عليه بوابل من الشّتائم و طردته من بيتها.

 

(فلورنتينو) لم يقطع خيط الرّجاء، بل ظلّ يراسل (فيرمينا) خلال عام كامل، حيث بعث إليها مئة و اثنان و ثلاثون رسالة بحلول الذّكرى الأولى لوفاة زوجها. و لم يكتف بذلك فقط، بل جعل يزورها بصفة منتظمة، و يحضر لها أزهارًا اعتاد على إرسالها لها عندما كانّا شابين قبل أكثر من خمسين سنة.

 

في غضون ذلك، اكتشفت (فيرمينا) بعض الأسرار الصّادمة عن والدها و زوجها المتوفيين. اكتشفت أنّ الأول بنى ثروته بطرق غير شرعية، كتزويره للعملات النّقدية، و القيام بمبادلات تجارية غير قانونيّة. و أنّ الأخير قام بخيانتها مع أعز صديقاتها أثناء فترة زواجهما دون أن تعلم بالأمر.

أما (فلورنتينو)، فما انفكّ يواظب على زياراته تلك بصفة روتينية منتظمة، حتى اطمأنّت له (فيرمينا) و قبلت دعوة رسمية منه للسّفر على متن إحدى السّفن التّابعة لشركته عبر نهر (ماجديلينا). كلّ هذا حدث مع رفض قاطع لابنة (فيرمينا) التي امتعضت أشدّ الامتعاض لزيارات (فلورنتينو) المشكوك في أمرها و كاشفت أمّها بالأمر. هذه الأخيرة لم تتوانى في طرد ابنتها من البيت مقسمة بعظام أمها المقبورة أنّها لن تسمح لها بولوجه مادامت على قيد الحياة، و ذلك ماتمّ بالفعل رغم توسلات الأخيرة التي لم تُجدِ نفعًا.

 

خلال الرّحلة فوق مياه نهر (ماجديلينا) مارسا الحب، و قاما بكلّ ما فاتهما خلال العقود الخمسة الضائعة من حبّهما. و رفع (فلورنتينو) العلم الأصفر حتى يمنع المسافرين من ركوب السّفينة بداعي انتشار وباء الكوليرا، فيخلو له المكان و لحبيبته (فيرمينا) دون سواهما. و كان يروح جيئةً و ذهابًا في النّهر دون أن يتوقف إلا لملء الوقود، و عندما سألته (فيرمينا) إلى متى ستدوم هذه الرّحلة، أجابها قائلا: إلى آخر العمر!

Post Navi

تعليقات