ملخص قصة (الضحية) من مجموعة العبرات للمنفلوطي

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص قصة (الضحية) من مجموعة العبرات للمنفلوطي


ملخص قصة الضّحية من مجموعة العبرات







النّسخة الأصليّة (الفرنسيّة)

 هي رواية فتاة الكاميليا (La Dame aux camélias) للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس، نُشِرّت لأول مرّة سنة 1848، و عُرِضَت على خشبة المسرح سنة 1852، و ما لبثت أن تمّ تحويلها إلى أوبرا بعد النّجاح الباهر الذي حقّقته فوق الخشبة. و يُرجّح أنّ هذه الرّواية التّراجيدية مبنية على أحداث حقيقة تدور وقائعها حول قصّة حبّ بين فتاة مومس و رجل من الأشراف. عرّبها المنفلوطي بتصرّف، و ضمّنها في مجموعته القصصيّة (العبرات) التي نُشرت عام 1916.



شخصيات القصة:

أرمان دوفال: شاب من عائلة عريقة الاسم، شريفة النّسب، ينتقل للعيش مؤقتا في العاصمة (باريس) قادمًا من (نيس) الواقعة جنوب فرنسا. و ذلك من أجل طلب الرّاحة و تغيير الجو.

مرغريت جوتييه: فتاة باريسية ترعرعت في الفقر و العوز، جمالها الخلاب لم يشفع لها في أن ترتبط برجل يتزوجها و يصون شرفها، و لازالت عفيفة طاهرة حتى بلغت الفاقة منها مبلغها، فباعت شرفها بأبخس الأثمان.

المسيو دوفال: والد أرمان، شيخ طاعن في السّن، همّه الوحيد أن يرى ابنه و ابنته مغتبطين سعيدين في الحياة.

الدّوق موهان: هو شيخ ثريّ التقى بمرغريت عن طريق الصّدفة في أحد المتنزهات أثناء موسم الاصطياف، فأحبّها و تعلق بها و أنزلها منزلة البنت من قلب الأب.

برودنس: خادمة مرغريت و مستودع أسرارها.


ملخّص القصة

(مرغريت غوتييه) فتاة فقيرة ليس لها سند و لا عضد في الحياة، يتنكّر لها كل باب من أبواب الرّزق فلا تجد ما تسدّ به رمقها، و تبحث عن رجلٍ شريف نبيل تتخذّه زوجًا تصون به شرفها، فتضلّ السّبيل إلى مبتغاها، فلا تجد بين يديها غير شرفها فتبيعه مكرهةً مرغمة. و لم يمض على حالها الجديدة تلك بضعة شهور حتى صارت نجمة ساطعة في سماء (باريس)، خصوصًا و أنّها كانت ذات جمال و حسن، يفتنان النّاظر إليها، و يقودانه ذليلًا خاضعًا تحت قدميها. و لم تكن براضيةً على حالها الجديدة، بل كانت أكثر النّاس شقاءً على كثرة مالها و عظمة جاهها، فكثيرًا ما سمع النّاس عنها أنّها قد بذلت الكثير من مالها في سبيل استنقاذ بعض الفتيات البائسات من أن يقعن في المحظور، و ذلك بدفع مهورهن و تزويجهن.


و لا زالت (مرغريت) تحيا هذه الحياة الفارغة حتى ألمّ بها مرض السّل الخبيث، فأشار عليها الأطّباء أن تقصد حمامات (البانيير) طلبًا للشّفاء، ففعلت، و هنالك التقت بالدّوق (موهان) الذي أحبّها حبّاً شديدًا لشبهها بابنته التي فقدها منذ زمنٍ ليس بطويل بذات المرض الذي تشكوه (مرغريت). و هنالك قطعت عليه و على نفسها عهدًا أن تترك حياة المومسات السّاقطات دونما رجعة، مقابل أن يوفّر لها  بماله حياة كريمة لا يكون نصيبه منها إلا أن تسمح له بزيارتها بين الحين و الآخر، لعلّه يجد فيها تعزية و سلوى في مصابه العظيم.


عادت (مرغريت) إلى (باريس) و لا شاغل يشغلها إلا أن تذود عن نفسها الرّجال الطّامعين في جمالها و جسدها، و تحيا حياة الشريفات العفيفات إلى أن يقضي الله في أمرها. و كانت تتردّد كثيرًا على أحد الملاعب لمشاهدة المسرحيات التّمثيلية لتسريّ عن نفسها وحدتها و انقباضها عن النّاس. و كانت في كل مرة تلاحظ شاباً يُطيل النّظر فيها فإذا نظرت إليه لوى بوجهه عنها، و انشغل بشأن غير التحديق في عينيها، حتى أجاءتها نوبةٌ من السّعال في أحد الأيام و هي في المسرح، فابتدر إليها يساعدها و يقودها إلى عربتها دون أن تشعر به أو تعرف من هو. و كانت هذه الحادثة فاتحة لقصة حب طاهر ألّف بين هذين القلبين الصادقين، قبل أن يستردّ منهما الدّهر سعادته التي أعارهما.


لقد علم من أمرها كل شيء قبل أن يطارحها حبّه، و قصّ عليها مجمل حاله بلا زيادة او نقصان، و أنّه شاب من مدينة (نيس) قد قدم إلى (باريس) زائرًا، فلما رآها شُغِفَ بها، و نزلت من قلبه منزلة لم تنزلها امرأة قبلها. و لا يزال يترصّد الفرصة ليتّصل بيها حتى جرى ما جرى في المسرح في تلك الليلة.


أحبّت (مرغريت) الفتى (أرمان) و أحبّها حبًا ملك عليهما قلبيهما و عواطفهما. و ما لبثا حتى اشتريا مسكنًا في (بوجيفال) بالقرب من (باريس) هربًا من معارفها و أصدقاءها. فعاشا هنالك قرابة العام حياةً لا يحلم بها حتى الملوك في قصورهم، لأنّها حياة يظلّلها الحبّ، و يسقيها التّآلف و التّفاهم و الرّحمة. و لازالا كذلك حتى وفد المسيو (دوفال) إلى العاصمة طالبًا ابنه الذي غاب عنه لمدة سنة كاملة. فدعاه  أن يقابله في أحد الفنادق ففعل، و هنالك زجره و امتعض أشدّ الامتعاض عن الحياة الجديدة التي اختاره ابنه، و عن صلته بتلك المرأة السّاقطة التي أعمت بصيرته، و أمره أن يشد معه الرّحال إلى (نيس) دون أن ينظر وراءه. فأبى (أرمان) الإباء كلّه أن ينصاع لأوامر أبيه، و أخبره أنّ علاقته (مرغريت) هي سعادته كلّها التي لا سعادة له من دونها. و لما رأى المسيو (دوفال) من عزم ابنه و اصراره على البقاء في العاصمة و العيش برفقة حبيبته، اقترح عليه أن يفكّر في الأمر ليلة بأكملها و ألا يعطيه جوابًا إلا بعد انقضاء المهلة المحدّدة.


عاد (أرمان) إلى (بوجيفال) فتعجّب أنّه لم يجد (مرغريت) تنتظره فيه، فركب العجلة يفتش عنها في قصرها في (باريس) و ما إن وصل حتى أعطاه حارس القصر كتابًا من حبيبته تخبره فيه أنّها قد اختارت لنفسها حياةً غير تلك التي تجمعه بها، و تطلعه أنّ هذا آخر عهده بها، و تسأله ألا يحاول الاتصال بها مجددًا لأنّها نفضت يديها منه. و ما كاد ينتهي من قراءة الكتاب حتى سقط مغشيا عليه، ثمّ بعدما أفاق أخبر أباه بما تمّ له من خيانة (مرغريت) له، فآب الاثنان إلى (نيس) و عادت (مرغريت) إلى حياة الفسق و الفجور.


عاد السّل إلى (مرغريت) من جديد، فاستحالت صورتها الجميلة التي عهدها النّاس عليها، إلى صورة أشبه بصور الأشباح الماثلة، أو الموتى المقبورين. فنفر منها خليلها الماركيز (جون فيليب) و استبدلها بغيرها. و لم تلبث كثيرًا حتى اشتد عليها مرضها فنفض الجميع أيديهم منها، لأنّه ما أحبّها أحدٌ قط لنفسها غير (أرمان). فب}س حالها، و انسدّت أمامها سبل الرّزق و العيش بعد أن قطع الدوق (موهان) المال عنها، فعرفت أن ساعة موتها قد دنت، و ألا بد من أن تطلع (أرمان) على حقيقة ما حدث.


فمرغريت لم تخن حبيبها (أرمان) إلا لتنقذ أخته (سوزان) من المرض الذي أطرحها الفراش، بعد أن علم خطيبها الذي تحبه و تستهيم به من أمر (أرمان) و ارتباط اسمه بفتاة فاجرة لا تليق بسمعته و سمعة عائلته. فقد دفعته (مرغريت) عن نفسها دفعًا لا يستريب من بعده في أمر خيانتها أو يشكّ فيه.  حتى إذا عاد إلى (نيس) و علم الجميع أنّه قد انفصل عنها و اختار لنفسه طرقًا غير تلك التي سبلها و إياها في ماضي أيامه، تمكّنت أخته (سوزان) من الزّواج بخطيبها الذي لا تستطيع أن تحيا من دونه.


لم يتمكّن (أرمان) من معرفة الحقيقة إلا بعد وفاة (مرغريت)، وقد حزن حزنًا شديدًا كاد ان يهلك بسببه، خصوصًا و أنّ الموت سبقه إلى حبيبته التي ضحّت بسعادتها من أجل سعادة أخته عائلته.




Post Navi

تعليقات