ملخص لأجمل ما جاء في مجموعة (دمعة و ابتسامة) لجبران

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص لأجمل ما جاء في مجموعة (دمعة و ابتسامة) لجبران

 ملخص مجموعة (دمعة و ابتسامة) للأديب اللبناني جبران خليل جبران


نقف اليوم عند رائعة من روائع الأديب العملاق (جبران خليل جبران) -مجموعة (دمعة و ابتسامة)- و هي عبارة عن قصص و مقالات و تأملات تخوض في مختلف جوانب الحياة الانسانية من حب و عدالة و صداقة و تضحية و غيرهم. صاغها جبران بأسلوبه الرّصين الأخّاذ، و تمكّن بالرغم من بساطة كلماته من انتاج عمل من الأعمال الخالدة في تاريخ الأدب العربي المعاصر. 


في هذه المقالة سنقوم بتقديم ملخّص شامل عن أهم ما جاء في مجموعة (دمعة و ابتسامة).







حكاية:

 يقع فتى فقير ابن مزارع في حبّ ابنة الأمير، و يهبها كلّ عواطفه و مشاعره راضيًا مذعنًا، إلا أنّ ما نغّص عليه التّنعم بمآتي هذا الحب هو يقينه المطلق أنّ الفتاة التي استعبده حبّها لن تكون له مهما حدث. فهي ابنة ملك مقتدر، يحيطها بالعناية و الدّلال، و هو فقير معدم لا يملك من متاع الحياة شيئًا. و كانت هذه الحقيقة القاتلة تأكل حلمه في الظّفر بحبيبته شيئًا فشيئًا حتى تمكّنت منه كلّه، فبثّت في قلبه اليأس و القنوط، و أحالت الدّنيا أمام عينيه ظلمةً حالكةً، حتى صار يطلب الموت في كل ساعة إيمانًا منه بأنّ اجتماعه بابنة الأمير لن يكون إلا في الدّار الأخرى، دار العدل و القسط. و إنّه لجالي ذات مساء أمام أحد الينابيع يشكو للطبيعة آلامه العظام، إذا يحسّ بيدٍ حريرية تتلمّس شعره، و تمسح عن عينيه دموعها السّاخنات. نعم هي حبيبته جاءته بملء رغبتها هاربةً من القصر و الشّرف الموروث، إلى جنة الحبّ و العواطف الصّادقة. طبعت على شفتيه قبلة أعادت إلى قلب ذلك الفتى المسكين نبض الحياة من جديد، و ما هي إلا ساعة حتى هرب معها إلى وجهة مجهولة، و قد تعاهدا على الحبّ ما دام في نفسيهما رمق من الحياة. في اليوم التّالي عثر جنود الأمير على الساب و الفتاة يعانق كلّ منهما الآخر و قد فارقا الحياة.


في مدينة الأموات: 

انعزل بنفسه عن ضوضاء المدينة و ضجيج الاجتماع، في مكان قصي حيث يستطيع رؤية العمران دون أن تزعجه أصوات الآلات و أبواق المركبات. ثمّ أدار نظره إلى مقبرة تبعد عن المدينة، يحيط بها سكون الموت و جلاله، و لا يُرى فيها غير شواهد رخامية منتصبة، و أشجار سرو شامخة. و إنّه لمتدبرّ في صورة تلك المقبرة، و شكل المدنية الحديثة، إذا به ير جمعًا غفيرًا النّاس يتبعون تابوتًا مرفوعًا فوق الرّؤوس، و يندبونه و يبكونه، و خلفهم الكهّان يتلون الصّلوات الحزينة، و الموسيقاريون يوقعّون ألحان كئيبة. فعرف أنّها جنازة رجل من أرباب الثرّراظ و الشّرف. ما إن انتهوا من دفنه حتى عادو أدراجهم من أين أتوا، و ما هي إلا ساعة حتى لمح رجلين حاملين لتابوت و خلفهما امرأة تبكي بكاءًا مريرًا و ابنها الرّضيع يبكي لبكاءها، و خلف الجميع كلبٌ يتتبع موكب الجنازة و قد أبان عن حزنٍ مرير يعتلج بداخله. في هذه اللّحظة التفت إلى المدينة ثمّ إلى المقبرة و قال محدّثًا نفسه: هذه دار الأغنياء، و تلك أيضًا دارهم، فأين دار الفقراء منكل هذا؟! ثم نظر إلى السّماء وقت الغروب و قد اتشّحت بسربال ذهبي، و قال: هناك!


الأمس و اليوم: 

مشى أحد الأغنياء في محيط قصره، و جلس إلى إحدى بحيراته المحاطة بالتّماثيل و المنحوتات، و فتح بين يديه كتاب ماضيه، فتحسّر على أيام شبابه التي لن تعود أبدًا، و اشتاق إلى أيام كان فيها سعيدًا مغتبطًا رغم فقره و عوزه، و أدرك أنّ المال قد سجنه و سلبه حرّيته، و جعله يتصنّع في كل مواقف حياته من مأكل و ملبس و قيام و قعود، و تيقّن أنّ أيام سعده قد انقضت و لن تعود أبدًا، و أنّه كان واهمًا باعتقاده أنّ المال منبتُ كل سعادة، و ما هو إلا مصدر الهموم و الأحزان. كان في أيام شبابه راعيًا للغنم و سيّدًا على القطيع، أما اليوم فقد أصبح عاجزًا حتى عن سيادة نفسه، لأنّه يحيا متصنّعا، فيأكل من الطّعام ما لا يشتهي، و يستمع من الألحان ما لا يستعذب، و يلبس من الثّياب ما لا يريح، و يصاحب من النّاس من لا يطيق و لا يحتمل. كانت له حبيبة تحبّه لنفسه، و اليوم أصبح محاطًا بذوات الحسن و الجمال ممّن لا يحبّونه إلا غنيًّا، و لو اصفرت يديع من المال لتركنه كلّهنّ. كان محاطًا بأصحاب صادقين، يقاسمونه الأفراح مغتبطين، و يشاركونه الأتراح محزونين، أما اليوم فلا ينال من النّاس و هو يمشي في الشّارع، إلا نظرات شرزاء تنمّ عن قلوب تفيض بالحقد و الموجدة. عاد الموسر إلى قصره متثاقل الخطى، مثقل الصّدر بالهموم، و عندما و صل إلى عتبته وجد أمامه سائلاً يطلب المال، فأغدق عليه من الذّهب، و طلب منه أن يأتي بأصحابه إلى القصر غدًا لينالوا ما نال من ذهب. و دخل إلى قصره و قد انشرح صدره بعض الشّيء لأنّه وجد أخيرًا سبيلًا إلى السّعادة من طريق المال، ألا وهو إعطاؤه لمن يحتاجه.


حكاية صديق:

 عرفه طفلا طائشًا يخرّب أوكار الطيور و يقتل فراخها، و يدوس أعناق الزّهور و يمحق أكمامها. و فتىً متهورًا يهزؤ بالحياة و يستصغر كبائرها. و شابًا يافعًا يبيع شرف أبيه بأبخس الأثمان. رجل لا يعرف كيف يصنع الخير، أو يسدي المعروف، ليس لأنّه شرير متجبّر، بل لأنّه ضعيف خائر القوى، تتصارع في نفسه الحسنات مع السّيئات، فتغلب الأخرى الأولى.  ذات يومٍ وصله كتاب من صديقه المنحرف يطلب منه الحضور عنده ليعرّفه على صديق آخر له، عثر عليه في أزقّة الحياة. ارتعب لذلك الكتاب و ظنّ أنّ صديقه الجديد ذاك ما هو إلا نسخةٌ منه في الاستهتار و قصور الرأي. عندما وصل إلى صديقه أحس بأنّه يلتقيه لأوّل مرّة و أنّ المعرفة له به ما تمّت إلا هذه السّاعة. و بعد أن أدى له التّحية سأله عن صاحبه الجديد الذي يريد أن يعرّفه به، فأخبره أنّ ذلك الصّديق ما هو إلا صديقه القديم ضعيف النّفس قد استحال إلى رجل هادئ الرّوح، حصيف العقل، واسع الصّدر ، بعد أن وقع في حبّ امرأة أخرجته من الظّلمة الحالكة التي كانت تغشي بصره، إلى سماءٍ نورانيّة أبانت له حقيقة الأشياء و كنه وجودها. المرأة التي أخرجت آدم من الجنّة، استطاعت أن تخرج ذلك الرّجل من الظّلمة. 


طفلان: 

أطلّ الأمير على رعيّته من شرفة قصره و بشّرهم أنّ الأميرة قد وضعت مولودًا يخلفه في العرش، فملئ النّاس الفضاء بالصّيحات و الأهازيج، و أنشؤوا يهنّؤون الأمير و يهنّؤون أنفسهم بقدوم وليّ العرش الجديد، الذي سيكون حاكمًا على أملاكهم و أرواحهم يصنع بها ما يشاء، يحتفلون بمن سيحكم قبضته على رقابهم، و يطيل السّلاسل التي تلف أجسادهم. في هذه اللّحظات كانت أرملةٌ فقيرة تعاني مرارة الجوع مع رضيعها حديث الولادة، فتاة في مقتبل عمرها تموت ببطئ مع طفلها الذي ترك عالم الأرواح ليواسي أمّه في مصيبتها. هنالك طفل وُلِد في العزّ و الدّلال، و سيكبر بين الخدم و الحشم لأنّه ابن الأمير. و هنا طفلٌ رضيع يمضغ ثدي أمه فلا يحصل منها على قطرة لبن، لأنّه فقير. عندما أطلق القمر سهامه على كوخ الأرملة و الرّضيع كان الموت قد التقط روحيهما و أراحهما من العناء. 


المجرم:

ذهب يطلب عملًا فطرده الأغنياء من قصورهم، و راح يطلب علمًا فأغلقت المدرسة بابها في وجهه لأنّ لا مال في يده، و عندما أُغلِقت جميع الأبواب في وجهه مدّ يده يستجدي النّاس ليعطوه مالا يسدّ به جوعه، فلم يتصدّق عليه أحد. هنا انتحى ذلك الشّاب في مكان بعيد و راح يبكي و يندب حظّه العثر، و يتعجّب لقسوة الحياة معه بالرّغم من صلاحه. في هذه اللّحظة انتصب شامخًا و عزم أن يأخذ بالسّلب و النّهب، ما أبت الحياة أن تمنحه بالسّلام و الودّ. نزل إلى المدينة و أنشئ ينهب و يسلب و يفصل الرّؤوس عن الأجساد. و لم تمضِ أيام كثيرة على حياته الديدة تلك حتى صار سيّدًا في مدينته، يخافه الجميع، و تنحني له رقاب الأسياد، حتى ذيع صيته و عيّنه الأمير وكيلًا في تلك المدينة. هكذا ترفع الحياة اللصوص و المجرمين، و تسحق من يأتيها طالبًا النّذر القليل من خيراتها اللامنتهية.  


مخبّآت الصّدور:

في أحد القصور الفخمة، جلست فتاة وحيدة إلى طاولتها و قد اتّكأت عليها بيدها كأن الهموم قد أثقلت رأسها، و أخذت ريشتها و أنشأت تخاطب صديقتها في رسالة عبر الورق تخبرها في سطورها عن الحزن الذي تعانيه، و الألم الذي تكابده. هي فتاة زوجها والدها من رجل ثريّ ذو نسبٍ شرف، هذا الزّوج يحبّها و يكرمها و ينزل عند طلباتها جميعا. لكنّها عجزت أن تسلّمه قلبها، و تبادله بالحب حبًّا، و بالعطف عطفًا. هذه الفتاة الحزينة، حبيسة قصرها، و سجينة ذهبها و دمالجها، أحبّت فتىً آخر غير زوجها، و لازالت تحبّه، لكنّ أباها رفضه لأنّه فقير لا ينتمي إلى عائلة ذات عزّ و شرف موروثين عن الأجداد، و لم يعد لها أنل أن تجتمع به إلا في الحياة الأنرى الأبديّة. لقد كتبت تلك الفتاة إلى صديقتها لتفضي إليها بأحزانها و أشجانها، و ما إن جاء الصّباح حتى انقضّ الكرى على جفنيها، فأسلمتهما للكرى علّها تجد في عالم الأحلام ما تستعيض به عن واقعها الأليم. 


منيّتان:

هبط الموت في سكينة الليل إلى أرض البشر، و سار بين البيوت و المساكن حتى بلغ قصر الغنيّ فدخله. و ما هي إلا ساعة حتى وقف عند رأس صاحبه فاستيقظ مرعوبًا، و أنشئ يخاطب الموت بلهجة الآمر النّاهي التي اعتاد أن يخاطب بها خدمه و جواريه و عبيده. ثمّ ما لبث أن صغر أمامه، و بدأ يتذلّل تحته، و يسترحمه و يستعطفه، و يعرض عليه المال و الذّهب مقابل أن يُبقي على حياته، بل إنّه عرض عليه أن يأخذ حياة ابنه الوحيد، حشاشة قلبه، و فلذة كبده، عوض حياته. لم يُعِر الموت أي قيمة لكلام الغنيّ، و وضع يده على فمه و استلّ روحه من جسده، و ذهب تاركًا وراءه جثّة هامدةً. ثمّ اتجّه إلى بيت حقير و دخله، فوجد فتًى مسجىً على سرير فوقف عنده فاستيقظ. فرح الشّاب بقدوم الموت و رحب به، و أخبره أنّه كان في انتظاره منذ أمد بعيد، و طلب منه أن يسرع في أخذ حياته لينهي شقاؤه الدّنيويّ. عندما أنهى الفتى حديثه كان الموت قد أنهى حياته بلمسة لطيفة على شفتيه، أخرج بها روحه، و تأبّطها تحت جناحيه. 


الحيوان الأبكم:

كان يتمشّى وحيدًا في أحد الأمسيات ليختلي بأفكاره، و يجدّد عهده بتخيلاته و تصوّراته. و بينما هو كذلك مرّ على أحد البيوت المهجورة فلمح كلبًا مرضوض الجسد، ضعيف البنية، مطروحا فوق الرّماد، و في نظراته ما ينمّ عن نفس متؤلمة، و جسم منهك، مخلوق ضعيف تمدّد ليستدفئ بحرارة الشّمس بعد أن انسدّت أمامه طريق توصله إلى حرارة المواقد. وقف أمامه فخاطبه الكلب بنظراته ألا يصنع به مكروهًا مثلما صنع به الأولاد الأشياء، و أن يرحم ضعفه و يتركه و شأنه، فقد بلغ منه الوهن و الضّعف أقصى ما يمكن لمخلوق تحمّله. كان هذا الحيوان المكلوم قويًا في ساعة من ساعات حياته، و كان صديقًا مقرّبًا لسيّده، لكن ما إن شاخ و وهنت قوّته، حتى تخلّص منه سيّده، و رماه إلى الشّارع ليتسلّى بتعذيبه الأولاد قساة القلوب، طائشو العقول. هي ذي طبيعة الانسان، ينسى فضل من كان بالأمس يذود عنه، و يبتاع له السّكينة دونما ثمن. حال ذلك الكلب كحال جنديّ أفنى حياته في خدمة وطنه، و لما كبر تخلّى عنه الجميع، أو كامرأة أسعدت زوجها فتاةً، و ربّت أولادها شابّةً، و لما بلغت أرذل عمرها، نفض الجميع يديهم منها. بعدها أغمض الكلب عينيه و غطّ في نومٍ عميق. 


رجوع الحبيب: 

انتصر الجند في تلك الواقعة انتصارًا عظيمًا، فعادوا فرحين مغتبطبين بقهرهم لعدوّهم، و بينما هم سائرون عثروا في طريقهم على جثّة هامدة قابضة على سيفها كأنّه منها و هي منه. و لما دنا منها زعيمعم و كشفت له أشعة القمر عن وجه صاحبها، ذُعِر ذعرًا شديدًا و أخبر جنده أنّها جثّة صاحبهم، و رفيقهم في الواجب (ابن الصّعبي). تأثّر الجميع و أطلقوا زفرات تنمّ عن قلوب حزينة على فراق من كان بالأمس يجندل العدى و يكثر قتلاهم. عندما اقترب منه القائد ليتفحّصه وجد منديلا مطرّزًا بالذّهب مربوطًا حول زنده، فغطاه بثيابه و تراجع قليلًا. هنا بدأ الجنود يقترحون طريقة لدفن هذا البطل العظيم، فمنهم من أشار بدفنه عند سنديانة بجانبه لتكون رمزًا لموته البطوليّ، و هنالك من اقترح بحفر قبر له في الدّير ليكون قريبًا من الصّليب، و قال آخر بتركه في الكهف ليستأنس بعناصر الطّبيعة، قبل أن يتدخل القائد و يأمر جنده بأن يحملوا بطلهم إلى مقبرة القرية ليواروه إلى مثواه الأخير، و لتحظى حييبته التي طرزت له المنديل بنظرة الوداع.

Post Navi

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. احتاج إلى ملخص الامم و ذواتها لجبران خليل جبران

    ردحذف
  2. أحتاج إلى ملخص النفس لجبران خليل جبران

    ردحذف

إرسال تعليق