ملخص رواية (الأجنحة المتكسّرة) لجبران خليل جبران

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص رواية (الأجنحة المتكسّرة) لجبران خليل جبران

ملخص رواية (الأجنحة المتكسّرة) لجبران خليل جبران

 

تقديم الرّواية:

الأجنحة المتكسّرة هي رواية للأديب اللبناني جبران خليل جبران. نُشِرَت لأول مرّة سنة 1912. و فيها يروي قصّة حبّه الأول و هو شاب ذو ثمانية عشرة عامًا، و كيف انتهت بمأساةٍ حزينة. استطاع جبران أن يصوّر أحداث الرّواية بطريقة بديعة، فقد استخدم أسلوبًا بسيطًا مفهومًا، و استطاع بفضل أسلوبه المنفرد أن يسكب من روحه و عاطفته ما هو كفيل بإيقاد العوامل النّفسية للقارئ، و استحضاره في الرّواية كأنّه هو من يعيش تفاصيلها و حيثياتها.

 







 

ملخّص الرّواية:

 

يزور الكاتب أحد أصدقاءه المقرّبين، يسكن مكانًا بعيدًا عن المدينة و الاجتماع. و بينما هم يتبادلون أطراف الحديث، و يرسمون أماني الشباب و أحلامهم، إذا بشيخ جليل يوحي هندامه بالهيبة و الوقار، يدخل عليهما و يحيّيهما، ثمّ لا يلبث أن يعرف أنّ والد الكاتب كان من أعزّ أصدقاءه في الشّباب، و أنّه برؤيتِه قد رأى صورة الأب في الإبن، و لا ينتهي ذلك اللّقاء حتى يقطع الإبن وعدًا لذلك الشيّخ الوقور بأن يزوره في منزله متى سنحت له الفرصة، نزولا عند رغبته، و صونًا لعهد الودّ و الصّداقة الذان اجتمعا عليهما والده و السّيد (فارس كرامه) في أيام الشّبيبة.

 

في ذات يومٍ يركب (جبران) عجلته باتّجاه قصر (فارس)، و ما إن يصله حتى يرحب به صاحب الدّار ترحيبًا حارًا و يدعوه للجلوس معه، ثمّ يقدّم له ابنته و وحيدته (سلمى)، و يستحلفه أن يكون صديقًا قريبًا لها، فهي مستوحشةٌ منفردةٌ، لا قريب لها و لا حبيب. في تلك اللّحظة نشأت علاقة روحية قويّة بين الشّاب و الفتاة، دون أن تنطق شفافهم بكلمات الحبّ، بل من خلال نظراتهم الفيّاضة بمعاني الاحترام و المودّة.

 

و توالت زيارات (جبران) إلى منزل (فارس كرامه) لا ليذكّره بصديق الأيام الغابره و حسب، بل ليُشبع عينيه من حُسنِ (سلمى) الرّبّانيّ، و يملء مسمعه من كلامها السّماوي، و يُشبع روحه من روحها العاليّة. و لازالا على تلك الحال يطيران في سماء الحبّ العفيف الطّاهر الذي لا تدنّسه شهوة و لا ميل جسدي، حتى حدث ذلك الحادث الذي كسَر جناحي ذينك العصفورين، و قذف بأحلامهما من سماء الخيال، إلى أرض الواقع.

 

فبينما كان (جبران) و (سلمى) و (فارس) يتناولان طعام العشاء في ذات ليلة، إذا بالخادم يدخل عليهم و يُفضي إلى الشّيخ أنّ المطران (بولس غالب) قد أرسل إليه يطلب الحضور بين يديه في أقرب وقت. ففهم الثّلاثة كل شيء، و ما هي إلا ساعة حتى عاد (فارس) من زيارته للمطران و علامات الحزن و الانكسار باديةٌ على وجهه.

 

يمشي المطران (بولس غالب) بين النّاس بالنّفاق و الرّياء، و يسلب منهم ذهبهم باسمًا، و فضّتهم باشًّا، رافعًا الصّليب بيمناه، و مختلسًا جيوب الأرامل و الأيتام و الفقراء بيسراه.

 

و لم يكن ليهتم بأمر ذلك الشّيخ المسكين لو لم تكن في يده ثروةٌ طائلةٌ لا وارث لها غيرَ وحيدته (سلمى).  و لا يزال يدنو منه و يتقرّب، و يُداهن و يتملّق، حتى أقنعه بضرورة تزويج ابنته من ابن أخ المطران (منصور بك غالب) ليضمن لها عيشًا كريمًا، و مستقبلًا رغدًا.  و لم يكن (منصور) بأقل سوءًا من عمّه المطران (بولس). فهو شابٌ تتصارع كلّ شرور العالم في نفسه، و لا ينفكّ يحقّق مطامعه على حساب الضّعفاء و المساكين. فيكفيه أنّه ابن أخ المطران الذي لا يُعصى له أمر، و لا يُردّ له طلب. و لم يحبّ (سلمى) الإنسانة العبقرية المهذّبة، التي تفيض نفسها بالمكارم و المزايا، بل أحبّ (سلمى) التي سترث عن أبيها ثروةً طائلةً، لا يجب أن تذهب إلى خزنةٍ أخرى غير خزنته.

 

و هكذا تمّ الأمر، و قضت المقادير أن تُزفّ (سلمى) المليئة بالحياة، المفعمة بالتّصوّرات، إلى رجل جامد ذو قلب حجري، لا همّ له إلا تحصيل الدّنانير، و ملء الخزائن. و ما كاد ينقضي شهر العسل حتى سلى (منصور) زوجته، و راح يطلب السّعادة الكاذبة في أحضان المومسات. فتألمّت تلك الفتاة التي أنكرتها كل أوجه السّعادة، لكن ماذا تصنع و قد وُضِعَت السلّة في عنقها، و قُضِيَ الأمر.

 

مرّت خمس سنين على ذلك الزّواج، دون أن تُرزَقَ (سلمى) بطفل يواسيها في كربتها. و جاءت ساعة وفاة والدها فبكتها و بكاها، و ودّع كلّ منهما الآخر الوداع الأخير، و هذا بحضور ذلك الشّاب الذي أحبّته في مقتبل عمرها، فواياها في مصابها، و أدى ما عليه من واجب العزاء. و كانا يلتقيان سرّا في أحد المعابد المهجورة، فيفتح كلّ منهما صدره للآخر، فيجدان في ذلك العزاء لمصيبتهما، قبل أن تنبّه (سلمى) حبيبها الذي فرّقت بينهما مقادير الدّهر، بضرورة قطع هذه اللّقاءات التي تتمّ بينهما، لأنّ المطران (بولس غالب)  بدأ يرتاب لخروجها من المنزل كل أسبوع، و قد دسّ لها العيون في كلّ مكان لترصد حركاتهاو سكناتها. فكان الوداع بين ذينك الحبيبين بقبلة طويلة ختمَا بها عذابهما الطّويل، و فتَحا صفحةً جديدةً من الشّقاء و الألم.

 

 

حملت (سلمى) أخيرًا، و اضطرب في أحشاءها جنين كان بالنسبة إليها كلّ ما بقي لها من أمل في دنياها.  و لمّا جاءت ساعة المخاض وضعت (سلمى) طفلًا مريضًا سرعان ما سبقه الموتُ إليها قبل أن تسمع دقّات قلبه، أو تستشعر بدفء تنهيداته، ثمّ ما لبثت هي الأخرى حتى تبعته إلى تلك الدّار.

 

مشى الكاتب في تلك الجنازة مع الماشين، و بكاها أكثر من أي امرئ آخر، و ما إن خلَت المقبرة من موكب الجنازة، حتى ارتمى على القبر الذي ضمّ الجدّ و الابنة و الحفيد، القبر الذي دُفِنت فيه (سلمى) حبيبته، و أجهش بالبكاء.


Post Navi

تعليقات